ما هو الـ ميتافيرس - Metaverse؟ وكيف سيتم بناؤه؟

ما هو الـ ميتافيرس - Metaverse؟ وكيف سيتم بناؤه؟

شارك هذا المقال:



أعلنت شركة Meta - فيسبوك سابقًا - العام الماضي عن إطلاقها لِمنصة الميتافيرس (Metaverse) التي تقوم على دمج مِنصات التواصل الاجتماعي بتكنولوجيا الواقع الافتراضي (Virtual reality - VR) وتكنولوجيا الواقع المُعزز (Augmented Reality - AR)، وقد ارتبط ازدهار الميتافيرس بازدهار الـ NFT. ولكن ما هي الميتافيرس؟ وكيف ستغير من شكل العالم في المستقبل القريب؟ وما مدى تأثير الميتافيرس على ازدهار الـ NFTs ؟ هذا ما سنعرفه في المقال.

ما هو الميتافيرس Metaverse؟

حتى الآن لا يزال مصطلح الـ Metaverse تائهًا بعض الشئ نظرًا لحداثته، ولكن يمكننا القول أن الميتافيرس هو أي عوالم افتراضية تتواجد بجانب عالمنا الحقيقي يمكن أن تدخلها وتتعايش فيها باستخدام الأفاتار الخاص بك من خلال تكنولوجيا الـ VR أو الـ AR. لتبسيط الموضوع يمكننا أن نقول أن العوالم المختلفة التي تدخل إليها من خلال الألعاب تعتبر من العوالم الافتراضية ولكن ليست جميعها ميتافيرس حيث أن الميتافيرس هي العوالم الافتراضية التي يمكن الدخول إليها من خلال تكنولوجيا الواقع الافتراضي أو الواقع المُعزز وهذا لا ينطبق على كل العوالم الافتراضية التي تدخلها من خلال الألعاب. إن الميتافيرس يتخطى مفهوم العوالم الافتراضية في الألعاب ويتوسع ليشمل كل نواحي الحياة كما الحياة الواقعية، كما أنه يشمل دمج وربط العالم المادي بالعالم الافتراضي. مثلًا في المستقبل، سيمكننا عقد الاجتماعات والمقابلات والتسوق والسفر وحضور الحفلات وحتى الزواج وكسب المال وتأسيس اقتصاد من خلال العالم ثلاثي الأبعاد 3D الذي يخلقه لنا الميتافيرس ومن خلال متصفح واحد فقط. ليس ببعيد أن تجد نفسك تعقد اجتماعًا مستخدمًا نظارات Oculus VR في مكتبك الافتراضي، وبعد أن تُنهي عملك تسترخي في لعبة ما، ثم تتفقد محفظة عملاتك المُشفرة ومالياتك وكل هذا داخل الميتافيرس الذي دمج بين العالم الواقعي والعالم الافتراضي. يعتبر بعض الخبراء أن الميتافيرس هو النسخة الثالثة من الإنترنت أو Web 3.0 الذي يربط بين الناس والأماكن. إن أول شكل من الإنترنت Web 1.0 كان بمثابة البوابة التي تربط بين الأشخاص والمعلومات ولكن بشكل غير تفاعلي حتى ظهرت النسخة الثانية من الإنترنت Web 2.0 وارتبطت بظهور مواقع التواصل الاجتماعي وكانت المدخل للربط بين الأشخاص وبعضهم البعض، لهذا يعتبر الميتافيرس وما على شاكلته من تقنيات حديثة هي الإنترنت الثالث Web 3.0 الذي تخطى الحاجز المكاني ليربط بين الأشخاص والأماكن.
يمكننا اختصار كل هذا الوصف في جملة واحدة وهي أن الميتافيرس هو النسخة ثلاثية الأبعاد من الإنترنت الحالي وكل محتوياته.

التكنولوجيا وراء الميتافيرس Metaverse

صيغ مُصطلح الميتافيرس أول مرة في رواية الخيال العلمي Snow Crash للكاتب Neal Stephenson عام 1992 عندما تخيل الكاتب وجود عالم رقمي يستخدم فيه الناس الأفاتار الخاص بهم لتصفح العالم الرقمي والعيش فيه هربًا من العالم الحقيقي، وقد أصبح الخيال حقيقة الآن!. يقوم الميتافيرس على عدة اتجاهات من التكنولوجيا مثل الواقع المعزز والواقع الافتراضي، البلوكتشين والعملات المُشفرة (Blockchain and cryptocurrency)، الذكاء الاصطناعي، والبناء ثلاثي الأبعاد (3D reconstruction)، وإنترنت الأشياء (Internet of things- IoT) والحوسبة السحابية (Cloud Computing)

1- البلوكتشين والعملات المُشفرة

أصبحت البلوكتشين والعملات المُشفرة جنبًا إلى جنب من أساسيات الميتافيرس، حيث تضمن البلوكتشين لكل المنضمين إلى الميتافيرس ملكيتهم لكل ما يمتلكونه في الميتافيرس، كما أنها تُسهل عليهم نقل ممتلكاتهم والتحكم فيها بكل شفافية. أما العملات المُشفرة فقد أصبحت العملة الرسمية في عالم الألعاب، فهي تسمح لكل المستخدمين بشراء ما يحتاجونه من معدات وأدوات داخل ميتافيرس اللعبة وكمثال تسمح لعبة Decentraland للاعبيها باستخدام عملة MANA المُشفرة لشراء الأراضي في هيئة NFT.من الألعاب التي دمجت بين الميتافيرس والبلوكتشين أيضًا هي لعبة Sandbox التي ظهرت أول مرة عام 2011 كلعبة رقمية على الهاتف ومن ثم انضمت إلى إيثيريوم بلوكتشين Ethereum Blockchain مستخدمة عملة الـ Ether. ارتبط وجود الأفاتار بالمحافظ المُشفرة، وأصبح في إمكان اللاعبين التحكم في ممتلكاتهم من NFTs و الـ SAND tokens وأية ممتلكات رقمية أخرى داخل لعبة Sandbox، وأصبح أيضًا في إمكانهم صناعة الأشياء الافتراضية وبيعها ك NFTs مما خلق نموذج العب لتربح داخل اللعبة (Play to earn).
مقال مرتبط: ما هي البلوكشين Blockchain وكيف تعمل؟

2- الواقع المعزز والواقع الافتراضي

تختلف تكنولوجيا الواقع المعزز عن تكنولوجيا الواقع الافتراضي ولكنها يشتركان في أنهما نقطة الدخول للميتافيرس حيث يخلقان تجربة غامرة في العوالم ثلاثية الأبعاد. بالنسبة للواقع المُعزز (Augmented Reality) فهو يعمل على دمج العالم المادي بالعالم الافتراضي وهو أسهل في الدخول إليه، فيمكنك الدخول عن طريق الهاتف النقال مثلًا أو أي جهاز آخر به كاميرا. وتعتبر لعبة الهاتف النقال Pokémon GO مثال على تقنية العالم المُعزز التي من خلالها يمكن للاعبين رؤية البوكيمون الافتراضي في العالم الحقيقي. أما الواقع الافتراضي (Virtual Reality) فيعمل بطريقة مختلفة وأصعب، لأنه يعتمد على خلق عالم كامل افتراضيًا يتفاعل فيه المستخدمون مع بعضهم ومع موجودات ذلك العالم من خلال النظارات والمستشعرات والقفازات، وهو الأقرب لفكرة الميتافيرس. وتتجه تقنية الواقع الافتراضي إلى التوسع وإضافة عامل الإحساس المادي بالرائحة والطعم والملمس داخل العالم.

3- الذكاء الاصطناعي

تداخل الذكاء الاصطناعي في جوانب كثيرة من التقنيات المختلفة التي نستخدمها في حياتنا اليومية مثل التعرف على الوجه والتمييز الصوتي وخدمات المساعد الشخصي مثل Siri و Google assistance وقد شجع هذا مطوري تكنولوجيا الميتافيرس على دمج الذكاء الاصطناعي وخوارزميات تعلم الآلة مع الميتافيرس. للتوضيح أكثر، يوجد داخل كل لعبة شخصيات غير لاعبة (NPCs - non-player characters) وهي عناصر أساسية تشكل جزءًا هامًا من بيئة اللعبة التي يتفاعل معها اللاعبون، ومن خلال الذكاء الاصطناعي يمكن تدريب هذه العناصر لتطوير تفاعلهم مع اللاعبين وإضفاء طابع إنساني عليهم وتطوير أدائهم للمهام المتنوعة وتحدثهم بلغات مختلفة تناسب التفاعل مع جميع اللاعبين. يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في جانب آخر من الميتافيرس وهو صناعة الأفاتار حيث يساعد الذكاء الاصطناعي على تحليل وتحويل نموذج الـ 2D إلى نموذج 3D بشكل واقعي ودقيق أكثر من تلك الأفاتارز التي يصنعها الإنسان لنفسه.

4- البناء ثلاثي الأبعاد (3D reconstruction)

على الرغم من كونها ليست تقنية حديثة نسبيًا، إلا أنها ازدهرت كثيرًا أثناء وباء كوفيد-19، وخاصة في مجال العقارات، فقد منع الحظر وانتشار المرض الكثيرين من مغادرة المنزل وبالتالي قلت احتمالية مشاهدة العقارات وشرائها، ولهذا لجأت بعض الوكالات إلى استخدام تقنية الـ 3D reconstruction لعمل زيارات افتراضية للمواقع الحقيقة ومشاهدتها وهذا شبيه كثيرًا بالميتافيرس. بمساعدة هذه التقنية يتمكن مطورو الميتافيرس من بناء عوالم افتراضية شبيهة جدًا بالعوالم الحقيقية من خلال استخدام الكاميرات ثلاثية الأبعاد التي تحول كل الموجودات حولنا من أماكن وأبنية وأشياء مادية إلى بيانات رقمية يمكن صناعة نسخة افتراضية منها في الميتافيرس من خلال معالجة الحاسوب لتلك البيانات.

5- إنترنت الأشياء Internet of things- IoT

ظهر مصطلح إنترنت الأِشياء عام 1999، وهو يعني ربط العالم المادي بعالم الإنترنت من خلال الأجهزة والمستشعرات، وبعد أن ترتبط الأجهزة المادية وما تحتوي عليه من مستشعرات، يصبح لها المُعرف المميز الذي يمكن من خلاله إرسال واستقبال المعلومات عن طريق الإنترنت إلى أي جهاز أخر. كمثال حي على إنترنت الأشياء هو الساعات الذكية، ومنظمات الحرارة. ومن تطبيقات إنترنت الأشياء في الميتافيرس هو جمع البيانات من العالم المادي وتزويد الميتافيرس بها مما يساعد على تحسين وزيادة الدقة في الأشياء الرقمية داخل الميتافيرس. للتوضيح أكثر، سيقوم إنترنت الأشياء بتغذية الميتافيرس بكل ما يستشعره الجهاز من تغيرات في الطقس على سبيل المثال، وبناءًا عليه ستعمل الأشياء داخل الميتافيرس حسب الطقس في العالم المادي. تطبيق إنترنت الأشياء في الميتافيرس سيساعدنا على محاكاة العالم الحقيقي في لحظتها بكل ما يحدث فيه من تغييرات مما يزيد من واقعية الميتافيرس ومتعة الانغماس فيه.

6- الحوسبة السحابية (Cloud Computing)

لن نستطيع تحقيق الميتافيرس كما نريده إلا إذا توفرت لدينا قوة حوسبة عالية وإنترنت سريع، ولهذا للحوسبة السحابية دور مهم في تطور الميتافيرس، فهي تسمح للشركات بتطوير أدوات ومنتجات تخص الميتافيرس دون استخدام الخوادم الخاصة بهم (Servers). يساعد كل من حوسبة الحافة (Edge computing) وشبكات الواي فاي وشبكات الجيل الخامس على زيادة سرعة التواصل بين الحواسيب مما يجعل هذه التفاعلات وكأنها لحظية.
مقال مرتبط: ما هي الحوسبة السحابية Cloud Computing ؟

الـ NFT والميتافيرس

تُعد الـ NFT عنصرًا هامًا في قيام تكنولوجيا الميتافيرس، فالـ NFT كما نعلم هو رمز مميز يتم شراءه وبيعه مقابل العملات المُشفرة، ولا يمكن استبداله بأي شئ لأنه يُميز كل الأعمال الفنية الرقمية على الإنترنت. والميتافيرس هو عالم 3D يحتوي على رسوم وتصاميم فنية متنوعة، وكل ما يحتويه الميتافيرس يمكن تداوله كـ NFT ابتداءً من الأفاتار الخاص بك بكامل ملحقاته من ملابس وحُلي وغيرهم انتهاءً بالعالم الواسع الذي يوفره لك الميتافيرس من أماكن وأراضِ وعناصر تفاعلية وجامدة. يُقدَر الاقتصاد الافتراضي للسلع الافتراضية التي يشتريها اللاعبون داخل مِنصات الألعاب المختلفة بحوالي 100 مليار دولار غير شامل الـ NFTs، وقد يعطينا هذا الرقم فكرة عن مدى التوسع الذي سيشهده الاقتصاد الافتراضي مع توسع الميتافيرس وتداول الـ NFTs بداخله. تُعد صفقة الفنان Yuga Labs صانع The Bored Ape Yacht Club لبيع حوالي 55,000 من أراضي الميتافيرس في شكل NFTs إلى سوق العقارات الافتراضي في لعبته الجديدة Otherside، هي الأكبر حتى الآن. تساوي كل NFT تقريبًا 305 ApeCoins أو ما يُعادل 6,000$، وتعادل الصفقة كلها تقريبًا ما يقارب الـ 305 مليون دولار، وقد يعطينا هذا الرقم فكرة عن مدى اهتمام المستثمرين بالميتافيرس. في نوفمبر الماضي، عقدت مجموعة Metaverse صفقة تساوي 2.43 مليون دولار مع مِنصة Decentraland للألعاب، وبعدها بأسبوع واحد قامت لعبة Atari بشراء أراضي في الميتافيرس الخاص بلعبة SandBox بمبلغ يساوي 4.3 مليون دولار. شركات الملابس والأحذية أيضًا مثل Nike و Ralph Lauren قد تعاونت مع مِنصات اجتماعية مثل Snap لتزويد خزائن ملابس الأفاتارز الخاصة بهم، ويتم التحكم في كل هذه التصاميم وبيعها وشراءها كـ NFT، وقد باعت علامة Dolce & Gabbana التجارية مجموعة من تصميماتها كـ NFTs بحوالي 5.7 مليون دولار في أكتوبر 2021. كتلخيص لجميع ما سبق فيما يخص الـ NFT، يمكننا القول أنها الرمز الذي سيحمله كل مكون موجود داخل الميتافيرس في المستقبل، وستكون هي أساس الاقتصاد الافتراضي في هذا العالم الواسع.
مقال مرتبط: ما هي ال NFT؟ دليل المبتدئين لفهم تقنية NFT

الاتجاهات الحالية نحو الميتافيرس Metaverse

من المتوقع أن تصل استثمارات الميتافيرس إلى 8 مليار دولار بحلول العام 2024 أي بعد عامين من الآن. لهذا، نجد أن الكثير من الشركات والمِنصات المختلفة قد بدأت خطواتها الأولى للدخول إلى هذا العالم ودمجه مع أنشطتها. وقد بدأت شركات عدة بعيدة عن عالم الألعاب مثل Meta (فيسبوك سابقًا) ونيفيديا (Nvidia) وغيرهم من الشركات، بتأسيس نسختهم الخاصة من الميتافيرس ودمج هذه التكنولوجيا مع العالم الحقيقي في جوانب الحياة المختلفة.

عالم الألعاب

كما ذكرنا سلفًا أن بداية الميتافيرس كانت مع الألعاب الرقمية، لهذا من الطبيعي أن تكون هي الرائدة في تبني التقنية وتطويرها يومًا بعد يوم. ومن ضمن الألعاب التي اقتحمت عالم الميتافيرس هي لعبة فورتنايت Fortnite الذي يتفاعل اللاعبون مع بعضهم بداخلها من خلال الأفاتارز الخاصة بهم إضافة إلى أنهم يربحون المال داخل اللعبة مما يمكنهم من شراء الملابس للأفاتار الخاص بهم. والجدير بالذكر أن شركة Epic المُطورة للعبة فورتنايت قد خصصت مبلغ 1 مليار دولار من الاستثمارات لبناء الميتافيرس الخاص بها. أيضًا Roblox قد دخلت السباق وقد أعربت عن رؤيتها المستقبلية حوله. وقد تكون لعبة Second Life هي أقرب مثال حي على الميتافيرس حيث يمكن للاعبيها التسوق والأكل والقيام بغيرهم من أنشطة الحياة الحقيقية ولكن داخل الواقع الافتراضي.

التواصل الاجتماعي

كما ذكرنا من قبل، تعتبر شركة فيسبوك هي الأولى في سباق المِنصات الاجتماعية نحو الميتافيرس، ففي أكتوبر 2021 قامت فيسبوك بتغيير اسمها إلى ميتا واستثمار ما يُقارب من 10 مليار دولار في تطوير المعامل الواقعية وهو قسم جديد يعمل على إخراج أجهزة ومحتوى للميتافيرس.

في العمل

اتجهت مايكروسوفت (Microsoft) نحو الميتافيرس ودمجت الواقع الافتراضي ببيئة العمل لتسهيل العمل عن بُعد. وقد كشفت مايكروسوفت عن The Microsoft Mesh في نوفمبر 2021 والذي يسمح للموظفين بمزج الأفاتارات الخاصة بهم في الاجتماعات مما يجعلها ممتعة ويُضفي المرح على العمل. كما قامت شركة نيفيديا بتأسيس المِنصة المفتوحة Nvidia Omniverse لدمج الأماكن ثلاثية الأبعاد المُستخدمة في المحاكاة والتصميم والتصنيع، في عالم واحد لتسهيل التواصل والتعاون بين مهندسيها ومصمميها ومُبدعيها. ويتم استخدام الـ Omniverse في العديد من الصناعات المختلفة الآن مثل مجموعة BMW التي استخدمت هذه التقنية لتقليل وقت الإنتاجية وتحسين جودة المنتج من خلال التصنيع الذكي.

في عالم الموضة والجمال

تداخل الميتافيرس مع الأزياء والأحذية وحتى مستحضرات التجميل. فنجد أن علامات تجارية عالمية في الملابس والأحذية مثل Gucci و Nike قد شقت طريقها إلى الميتافيرس من خلال طرح ملابس وأحذية من تصميم هذه العلامات في الألعاب المختلفة. تعاونت جوتشي (Gucci) مع مِنصة روبلوكس (Roblox) للألعاب لبيع مجموعتها من الحُلي الرقمية، وقد استحوذت Nike على RTFKT التي باعت أحذية رقمية مستوحاة من سيارة تسلا الإلكترونية عندما قامت بتزوير صورة لـ Elon Musk وهو يرتدي إحداها. وحتى الشركات الصغيرة مثل DressX قد تبنت تسويق منتجاتها من خلال الميتافيرس، وهي تعتبر رائدة في الموضة في العالم المُعزز. وكانت شركة L'Oréal لمستحضرات التجميل من رائدي تبني تقنية الواقع المعزز التي سمحت لعملائها بتجربة المستحضرات حتى بدون تكبد عناء الذهاب إلى المتجر.

في الفن

كان ولازال للألعاب السبق في تأسيس الميتافيرس لهذا تتنافس الشركات الأخرى على الاستحواذ على الألعاب لضمها إلى مِنصاتها مثلما فعلت مايكروسوفت مع لعبة Activision Blizzard التي استحوذت عليها مقابل ما يقرُب من 70 مليار دولار. وفي سباقهم لتطوير مفهوم الميتافيرس على مِنصاتهم، اتجهت ألعاب عدة لاستضافة الأحداث الفنية والحفلات وكان لـ فورتنايت السبق في هذا الصدد، وقد استضافت موسيقيين كُثر مثل ترافيس سكوت (Travis Scott)، أريانا غراندي (Ariana Grande) وماجور لازير (Major Lazer) لإضافة تجربة الموسيقى الافتراضية داخل اللعبة.

في التسوق

حسب استطلاع لجوجل عام 2019 عن الواقع المُعزز كان رأي 66% من الناس يؤيد استخدام الواقع المُعزز عند التسوق واتخاذ قرارات الشراء، فهو يخلق تجربة جديدة للمستخدمين. وبخصوص هذا الصدد، قامت بعض المِنصات مثل Shopify بتسهيل الدخول إلى هذا العالم من خلال تحويل الأشياء المادية إلى ملفات 3D للاستخدام داخل الواقع المُعزز.

كيف تدخل إلى الميتافيرس Metaverse؟

لا يوجد بوابة منفردة للدخول إلى الميتافيرس حتى الآن، ولكن يمكن اقتحام هذا العالم من خلال بعض الأجهزة التي يكون بعضها رخيص ومعقول مثل Google Cardboard ذات الـ 10$ أو متوسطة الثمن مثل Oculus Quest 2 ذات الـ 300$ أو الأجهزة باهظة الثمن مثل Valve Index VR ذات الـ 999$. هنالك العديد من المِنصات التي توفر لك الدخول إلى الواقع المُعزز والواقع الافتراضي أو الواقع الممتد (Extended reality - XR) ولكن لا يوجد سبيل واحد للدخول إلى كل عوالم الميتافيرس، وقد وفر هذا مِنصات مختلفة للعوالم الافتراضية لخوض التجربة سواء في اللعب أو العمل أو كلاهما. رغم هذا، فإن بعض الخبراء يقترحون أنه ليس بالضرورة أن تملك نظارة الواقع الافتراضي للدخول إلى الميتافيرس وأن وجود الهواتف النقالة أو الحاسوب كافي للدخول إليه بشكل غير نشيط أو مُتفاعل، وأن هذه الطريقة ستظل هي الأولي في الدخول إلى الميتافيرس. ويصف الخبراء بأنها الطريقة الأمثل لاختبار هذا العالم واستكشافه دون الانغماس فيه.

التحديات التي يواجهها الميتافيرس Metaverse

هناك سبب لظهور الميتافيرس في روايات الدستوبيا (Dystopia) مثل روايتي Snow Crash و Ready Player One، والدستوبيا هو نوع من الأدب ذو طابع تشاؤمي للمستقبل بسبب الحداثة والتكنولوجيا. لهذا، يوجد العديد من التحديات التي تصاحب ظهور الميتافيرس والتي يتخوف منها البعض في مستقبل هذه التكنولوجيا.

الخصوصية

في الميتافيرس الخاص بشركة ميتا مثلًا - فيسبوك سابقًا -، قدمت امرأة شكوى بأنها تعرضت للاغتصاب الجماعي الافتراضي في الميتافيرس، مما طرح تخوفات من اقتحام خصوصية المستخدمين من قِبل المستخدمين الأُخر وليس هذا فقط، وإنما من قِبل المِنصة ذاتها، فهي ستصبح بمثابة أداة مراقبة تراقب كل تحركات جسدك وعينك وتقوم بجمع البيانات عنك وعن كل ما يُحيط بك في العالم الحقيقي وقد يحدث تسريب لبيانات المستخدمين وانتهاك لخصوصياتهم الافتراضية والمادية. يقول الخبراء أنه لابد من وجود قوانين للتعامل في حالات العدوان الافتراضي كما حدث مع هذه السيدة. في الوقت الراهن يتخوف الجميع من اتجاهات شركة ميتا مثلًا لجمع البيانات عن مستخدمي الميتافيرس الخاص بها وبيع البيانات للشركات المُعِلنة كما يحدث في مِنصات التواصل التابعة للشركة ذاتها حاليًا.

أدوات تربط بين الميتافيرس المختلفة

من التحديات الأخرى التي تواجه الميتافيرس هو توفر الأجهزة والمِنصات التي تسمح لمستخدميها بالانتقال من عالم إلى آخر ونقل الأشياء الافتراضية من مِنصة لأخرى، حيث أن هذا حيوي للميتافيرس لأنه يعزز التكنولوجيا في اتجاهها الصحيح ويعمل على تطبيق مفهومها من حيث ربط العوالم المختلفة ببعضها البعض. تسعى الشركات التقنية المختلفة الآن لحل معضلة دمج العوالم وإيجاد طريقة لربط المِنصات المختلفة ولكن هذا يحتاج إلى تكنولوجيا قوية ومعايير مُتفق عليها. من المبادرات التي تمت بخصوص هذا الصدد، هو برنامج الاجتماعات (Horizon Workrooms) الذي أطلقته شركة ميتا للشركات ليتم استخدامه مع نظارات العالم الافتراضي Oculus، ولكن لم تكن الآراء جيدة حول التجربة إلى جانب أن تكلفة النظارات $300 أو أكثر مما يجعل الميتافيرس ليس في متناول الجميع.

التعرف على الهوية

في العالم الحقيقي يمكننا أن نتعرف على هوية كل من نتعامل معه، ولكن في الميتافيرس يتعامل الناس من خلال الأفاتار الخاص بهم والذي يخفي هوية من يتحكم به. وهنا تظهر المشكلة، فقد ينضم بعض المحتالين أو حتى الروبوتات إلى الميتافيرس متظاهرين بأنهم أشخاص مختلفين عن حقيقتهم، وقد يقع الآخرون في شراكهم مما يتسبب في ضرر للمستخدمين المخدوعين مثل تدمير سمعتهم.

مستقبل الميتافيرس وما يقدمه للبشرية

يطمح العديد من الخبراء في استغلال الميتافيرس أفضل استغلال لصالح الإنسان. حتى الآن، أثبت الميتافيرس أنه اللاعب الرئيسي في الاقتصاد الرقمي، وامتد ليشمل المتعة والألعاب والحفلات والموضة ولكن يريد الخبراء ما هو أكثر من ذلك، وأن يمتد الميتافيرس ليشمل التعليم والذي سيتيح للطلبة التعليم عن البعد وتسجيل التجارب الافتراضية.

المصادر:



ما رأيك في هذا المقال؟

كيف تقييم نوعية المحتوى في نقرة؟

5 4 3 2 1